اليوم الوطني للمملكة: نتذكر، نعتبر، نشكر، نبادر وعلى الولاء نستمر

اليوم الوطني للمملكة: نتذكر، نعتبر، نشكر، نبادر وعلى الولاء نستمر

بكل فخر واعتزار وبقلوب نابضة بحب الوطن وبعيون متطلعة نحو مستقبل مشرق وبنفوس عاشقة للتضحية من أجل الوطن والعطاء بلا حدود تحتفل المملكة الحبيبة –مملكة الحزم والعزم - بذكرى اليوم الوطني والذي سيوافق يوم الاثنين 24 محرم 1441 هـ . انها ذكرى قيام المؤسسِ جلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود رحمه الله بتوحيدِ هذا الوطن العظيم وتبديلِ الفرقةِ والتناحرِ إلى وحدةٍ وتكامل. والإنجازات التي تحققت وماتزال تتحقق على أرض هذا الكيان هي بلا شك بفضل الله –عز وجل- أولا ثم بتكاتف القيادة الرشيدة مع هذا الشعب العظيم وتوحيد المشاعر بين المواطنين ثانيا.

وان كنا نستشعر في كل حين معانيه العظيمة وتخالجنا في اليقضة والمنام وفي سائر الأيام رموزه الكبيرة حتى باتت بدرا ينير دروبنا فإن اقتراب موعد هذا اليوم الجليل يحمل معه دوما نسائما عليلة تداعبنا فنحنُّ لماضي جميل ونقف وقفة المتأمل المفكر لنستمتع ببطولات الأجداد ونفخر بانجازاتهم ونستنشق روائحها المفعمة بمعاني الحياة وأسرار النجاح فتلج الى الصدورفيخفق الفؤاد حبا وعشقا لكل ذرة تراب في الوطن وتستنيرالعقول فتعانق التحدي وتنازل الصعاب وتشحذ الهمم و يشَدُّ الرحال نحو ربوع الأمل والطموح والمبادرة والانجاز بثقة في النفس وفيما توفره المملكة من امكانات ودعم واحاطة لشبابها ولكافة مواطنيها.

وللحفاظ على هذه المكتسبات المقدسة هاهم جنودنا البواسل يقارعون العدو على حدودنا وفي كل شبر من الوطن مضحين بالغالي والنفيس لنحيا في أمن وسلام،  وهاهم أبناؤنا وبناتنا يندفعون في كل يوم بكل حب ومسؤولية كالسيل الطيب يروون تراب المملكة بعرق البذل والعطاء كل في مجاله حتى سارت كافة قطاعات الوطن –الخدماتي والصناعي والثقافي وغيرها – خلايا نحل دائمة الحركة والنشاط وشهدت تقدما وازدهارا حقق لنا استقرارا وطمأنينة يشهد بهما القاصي والداني ولكن لا يخفى على أحد أن هذا النجاح والتميز بقيادة خادم الحرمين الشرفين الملك سلمان بن عبد العزيز ال سعود وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود قد أثار ضغينة وحقد الأعداء من ناحية وأنتج لنا تحديات جديدة تستلزم اليقظة واعداد العدة والعتاد والتسلح في المقام الأول بالعلم والمعرفة والعمل.   

ان لهذه الذكرى العظيمة العديد من المعاني السامية ومن أهمها:

  • شكر الله على هذه النعمة العظيمة في اجتماع الكلمة ووحدة الصف.
  • هي ذكرى عزيزة علينا نستعرض فيها تاريخ شعب وأمة وهي مناسبة تاريخيةٍ عُظمى تتضمنُ العديد من المعاني السامية، وفي مُقدمتها تذكير بالجهود الجبارة التي قدمها الملك المؤسس – رحمه الله – لجمع الوطن وتحريره من الفرقة والشتات وكيف احتذى بنهجه أبناء بررة وأبطال أوفياء تعاهدوا واستماتوا على الحفاظ على الإنجازات تحت راية واحدة فتحقق هذا البناء الشامخ الذي ننعم اليوم بخيراته.
  • ان تأمل هذا التاريخ المجيد الذي سطره الملك المؤسس  يدعونا الى أن نستشعرونتذكر أهمية الإنجازِوالعمل والبناءِ وتحفيزِ أبنائنا وبناتتنا للمحافظة على مكتسبات وثروات هذا الوطن و على نِعمةِ الأمنِ والأمانِ وحثهم على الالتزام بالنهوض به في مختلف الجوانب وتعزيزقدراتهم لتحقيق هذا الهدف وذلك في إطار تمسكنا بثوابتِنا الدينية والاجتماعية وتحت شعار وطن طموح مواطنه مسؤول لا يكتمل بناءه الا بتكامل أدوارنا من مواطنين وقطاع أعمال وقطاع غير ربحي تجاه وطننا ومجتمعنا وأسرنا وتجاه أنفسنا كما بينت ذلك رؤية المملكة 2030.
  • هي ليست ذكرى فقط لمجرد توحيد الأرض بل هي ذكرى لتوحيد القلوب وذكرى لتجربة بنيت على المحبة والتلاحم وما يمثله ذلك من فخر واعتزازبالانتماء الوطني.
  • إن هذه المناسبة العظيمة تمثل ذكرى مجيدة ودعوة متجددة للأجيال الحاضرة والمستقبلية للتكاتف والتلاحم والترابط الاجتماعي وتعزيزِ الولاءِ والبيعةِ للقيادة الرشيدة في هذا الوطن العزيز ومعاضدتها في عملية البناء والتطوير ومقاومة كافة أشكال الانحرافات الفكرية والغلوِ والتفرقةِ. وهي أيضا ذكرى للتعبير عن الحب والوفاء والولاء للمملكة الحبيبة وقيادتها الحكيمة وترجمة هذه الأحاسيس على أرض الواقع بالعمل وتحمل المسؤولية وما تستدعيه من حقوق وواجبات نحو ديننا ووطننا.

وأننا نعتبر هذه المناسبة ذكرى لنتذكر وذكرى لنعتبر وذكرى لنبادر بالعمل وذكرى لنقول اننا على الولاء للوطن والقيادة لمستمرون. فدام عزك يا وطني ودمت لنا ذخرا وفخرا

 

الدكتور/ بندر بن عبد العزيز اليحيى     عميد كلية العلوم والدراسات الانسانية برماح – جامعة المجمعة

 

أخر تعديل
الأحد, 28/يونيو/2020