وكيل الجامعة الدكتور إبراهيم الحقيل يعرض رؤى جامعة المجمعة حول التوجيه والإرشاد الطلابي في لقاء وكلاء الجامعات السعودية السادس بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.

ما كان يناسب طالب الأمس لم يعد بالضرورة مناسبًا لطالب اليوم؛ فالثورات المعرفية التي تجتاح عالمنا تحتّم علينا أن نلاحق التغيّرات السريعة في مجتمعاتنا، وخاصة في البيئة الجامعية التي تتعمّق فيها الاتجاهات والأفكار والقيم الحياتية. ومن أجل ذلك أخذت جامعاتنا على عاتقها الاهتمام بالتوجيه والإرشاد الطلابي وإعادة النظر في الخدمات الإرشادية المقدمة للطلاب في ضوء احتياجاتها ومتطلبات العصر. بتلك الكلمات العميقة عبر سعادة وكيل الجامعة الدكتور إبراهيم الحقيل خلال مشاركته في اللقاء السادس لوكلاء الجامعات السعودية والمنعقد في رحاب الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة مشيراَ  سعادته إلى أن التعامل مع موضوع الإرشاد الطلابي في عصرنا الحالي ينبغي أن تختلف رؤيتنا فيه عن السابق، وهذا يدعونا إلى الابتكار والإبداع في آليات التعامل مع الطالب، واستخدام التكنولوجيا الحديثة ومنجزات الثورة الرقمية في التواصل المثمر معهم والمساهمة في تعزيز التغيير الإيجابي لسلوكياتهم، وتقديم الدعم الإرشادي والتوجيهي لهم . وتحدث الحقيل بأن الدولة لم تدخر جهدًا في تقديم دعمها للجامعات السعودية للارتقاء بهذا المجال وتدريب الكوادر المتمتعة بالكفاءة والتميز في التعامل مع المشكلات الطلابية ، وتقديم النصائح والإرشادات والحلول الناجحة لما يعترض المجتمع الجامعي من مشكلات، وتقديم الرؤى الاستباقية التي تشكل تحصينات قبلية تحول دون انجراف الطلاب نحو دوائر تشكل خطورة على الفرد والمجتمع كالإدمان والإرهاب الفكري. كما أشاد سعادته بمجموعة الاتفاقيات التي وقعتها وزارة التعليم العالي برعاية  معالي الأستاذ الدكتور خالد بن محمد العنقري - وزير التعليم العالي مع الجامعات السعودية لتطوير برامج وخدمات الإرشاد الطلابي في الجامعات السعودية. وقد أشعلت هذه الاتفاقات المنافسة بين الجامعات في تقديم الخدمات الإرشادية المتنوعة، فكانت بمثابة الانطلاقة الواعدة والتحفيزية للارتقاء بهذا المجال. وأفاد الدكتور الحقيل بأن هذه البرامج الإرشادية قادرة على بناء وإعداد الطالب الجامعي بناءً واعيًا ومتوازنًا روحيا وعقليًا، فضلاً عن مساهمتها في زيادة تقدير الطلاب لذواتهم، وتعميق شعورهم بالانتماء للوطن. كما أنها تصقل مواهبهم وتستثمر طاقاتهم الإبداعية وتوظفها التوظيف الأمثل. وتُعلي روح المنافسة بينهم، وتوطِّد علاقاتهم الاجتماعية، وتمنحهم الحب لمجتمعهم الجامعي، وبيئتهم الخارجية فيشاركون بأعمال تطوعية وبرامج تخدم المجتمع. وقد أوصى الدكتور الحقيل في الورقة التي قدمها بأن تكثف الجامعات السعودية من تبادل الخبرات والتجارب ونتائج الأبحاث ودراسات الحالات بصفة دورية في مجال الإرشاد الطلابي الجامعي. وأكّد على ضرورة الاستعانة بمرشدين وأخصائيين يتمتعون بالكفاية المهنية التي تؤهلهم لإدارة مهامهم وإنجاح رسالتهم الإرشادية. كما أوضح أن الإعلام الجديد وانفتاحات التواصل الاجتماعي في البيئات الافتراضية يمنحنا القدرة على الرؤية الاستباقية الثاقبة والاستشعار بالمشكلات والتنبؤ بها واقتراح الحلول، وتعزيز الجوانب الوقائية ما أمكن. وفي ختام كلمته أكّد الدكتور الحقيل بأننا إذا نجحنا في برامجنا الإرشادية فسنكون قد نجحنا في رسم ملامح جيلٍ من المبدعين والمتميزين والقادة الذين يعلو بهم البناء وتفخر بهم الأمم.

أخر تعديل
الأحد, 18/مارس/2012